لقجع أمتع وأقنع
لا تكون هناك حاجة لمسؤول رياضي، لأن يعتلي في كل وقت وحين منصات الخطابة، ويتردد على القنوات والمحطات ليسوق لصوته وصورته حتى من دون أن يقول شيئا، أو أن يقف على ناصية شارع المواقع مبديا الإستعداد لأن يقول ما لا يسمن أو يغني من جوع المعلومة، فالمسؤول الحكيم الذي يشغل المكان المناسب لحكمته وجرأته وجدارته في صناعة القرارات، يعمل كثيرا ويتكلم قليلا، بل ويترك منجزاته تتحدث عنه.
وهو يستمع لإجابات فوزي لقجع رئيس الجامعة، وقد فاجأته لكم الوضوح الموجود فيها، ولتبديدها لكثير من المغالطات التي انتشرت بين جماهير كرة القدم المصرية وحتى العربية، إنتفض الزميل الإعلامي المصري محمد الليثي، الذي تولى محاورة رئيس الجامعة على قناة «أون تايم سبور»، بشكل حصري، ليقول لفوزي لقجع، «لا حق لك في أن تطيل الصمت إزاء ما يروج عنك في الإعلام العربي والإفريقي من مغالطات»، والحقيقة أن ما استهدف فوزي من أحكام ظالمة، بعضه يروج له إعلام جارة السوء، وقد وجد في لقجع الشماعة التي تعلق عليها خيبات الجزائر والقميص الذي يرمى بالكذب والبهتان، وبعضه الآخر يذيعه من لم يفهموا أن ما يتحقق لكرة القدم الوطنية، فوزي لقجع ليس سوى رافعة من رافعاته، إنه صرح بني على منظور ورؤية واستراتيجية خططها جلالة الملك محمد السادس.
كان من الحكمة، أن يتحدث فوزي لقجع لقناة عربية، مصرية على وجه التحديد، لأن الرسائل القوية ستصل إلى أصحابها ولمن يهمهم الأمر، ولأن وقع الإجابات الشافية والعاقلة والحكيمة على جماهير كرة القدم العربية بشكل عام سيكون كبيرا، وأمانة فإن الحوار الحصري الذي بثته قناة «أون تايم سبور» المصرية أسقط الكثير من الطابوهات، وفضح الكثير من التشويهات وحتى المزاعم المضللة التي أذاعها بمنتهى الفجور والفسوق عن شخصية الرجل ودرجة التأثير الإيجابي في محيطه القاري من أصابتهم نجاحاته بمرض مزمن، بل إنه ساهم بشكل كبير في أن يتغير منظور الأشقاء المصريين والعرب ب 180 درجة، لأنه عندما يتكلم صوت الحكمة، تتوقف الهرطقة والسفسطة، وتُبح أصوات المهرجين الذين يملأون سيرك الوهم بضجيجهم. لم تكن الأجوبة الشافية لفوزي لقجع، التي ما انسابت بذلك الشكل إلا لأنها كانت محمولة على الصدق، هي وحدها التي أسرت قلوب وضمائر وأسماع من استمعوا لها أو صادفوها، بل إن حكمة رئيس الجامعة في التعليق على الأحداث والوقائع، وما اتسم به من تواضع كبير في تقدير مكانته الرفيعة بين قادة كرة القدم الإفريقية، هو ما أدهش الكثير وأزال عنهم الغشاوة، وربط الربط المنطقي بين منطق الحديث وقوة الشخصية، لينتهي إلى شيء مهم، هو أن فوزي لقجع سعيد بوجوده في مراكز قرار الكاف، لكن الكاف أسعد المؤسسات الرياضية بوجود رجل حكيم وعاقل وشغوف مثل فوزي لقجع، يتسم في معالجته لحاضر الكاف ومستقبله بكثير من الواقعية ونكران الذات، لا يسأل المناصب ولكنه يجري وراء المكاسب.
إن صدق مشاعر المغاربة اتجاه الأشقاء المصريين، وكل العرب الذين لا مكان للغل والحقد في قلوبهم، لم يكن يوما بهدف المزايدة أو المداهنة أو دغدغة العواطف، فما تحققه كرة القدم الوطنية يجلب السعادة لنا وللعرب، وما يتحقق لكرة القدم المصرية يسعدنا أكثر ما يسعدهم، لذلك جاء حوار لقجع في توقيت إستراتيجي ليسقط أطروحة «النفوذ» الوهمي التي روج لها البعض مع سبق إصرار على التضليل والإذاية.