أيوب الكعبي يقود أولمبياكوس لتحقيق أول لقب قاري في تاريخ اليونان

في مساء الأربعاء، شهدت العاصمة اليونانية أثينا حدثًا تاريخيًا لكرة القدم اليونانية عندما قاد المهاجم المغربي أيوب الكعبي فريقه أولمبياكوس لتحقيق أول لقب قاري في تاريخ البلاد بفوزه في نهائي مسابقة «يوروبا كونفرنس ليغ» على فريق فيورنتينا الإيطالي بهدف وحيد.
رحلة الكعبي من تركيا إلى قمة المجد
لم يكن الكعبي ليحلم بالوصول إلى هذه اللحظة بعد أن غادر فريقه السابق هاتاي سبور التركي بسبب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا. انضم الكعبي بعدها إلى السد القطري لفترة قصيرة قبل أن ينتقل في صفقة انتقال حر إلى أولمبياكوس في صيف 2023. وكانت هذه الخطوة بمثابة نقطة تحول في مسيرته الكروية.
مسيرة استثنائية في المسابقات القارية
أثبت الكعبي جدارته وأصبح اللاعب الأكثر تأثيرًا في الأدوار الإقصائية للمسابقات القارية بتسجيله 11 هدفًا، متفوقًا على نجوم عالميين مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة وراداميل فالكاو الذين سجلوا 10 أهداف في نفس المرحلة. قاد الكعبي فريقه لتجاوز تحديات كبيرة في المسابقة، وأبرزها تسجيله 5 أهداف في مواجهتي نصف النهائي ضد آستون فيلا الإنجليزي.
اللحظة الحاسمة
جاءت اللحظة الحاسمة في المباراة النهائية ضد فيورنتينا، عندما سجل الكعبي الهدف الوحيد قبل 4 دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني برأسية رائعة، ليمنح أولمبياكوس الفوز ويصنع التاريخ للنادي وللكرة اليونانية.
احتفاء واسع بالإنجاز
حظي إنجاز أولمبياكوس بتقدير كبير من جميع أنحاء اليونان، حيث وصف رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس الفريق بـ«الأسطورة الحقيقية»، مشيدًا بالأداء البطولي الذي قدمه الكعبي ورفاقه. قال ميتسوتاكيس في حسابه على موقع “إكس”: «فاز أولمبياكوس بـ(يوروبا كونفرنس ليغ) وصنع التاريخ. أمسية رائعة للنادي نفسه؛ لكن أيضاً لكرة القدم اليونانية بشكل عام».
تصريحات الكعبي بعد الفوز
عبر الكعبي عن سعادته الكبيرة بعد الفوز قائلاً: «فزنا به (اللقب) معاً جميعاً. نشكر جميع أناسنا. نحن جميعنا عائلة واحدة». وأكد أن الفريق تغلب على العديد من الصعوبات للوصول إلى هذه المرحلة، مشيرًا إلى الروح الجماعية والتضامن الذي جمع الفريق.
إنجازات الكعبي وتأثيرها
أضاف الكعبي 16 هدفًا في 19 مباراة في أوروبا هذا الموسم، وهو رقم قياسي لم يسبق لأي لاعب أفريقي تحقيقه في مسابقة قارية خلال موسم واحد. كما عزز هذا الإنجاز من مكانته على صعيد الأندية والمنتخب المغربي، حيث تم استدعاؤه مؤخرًا للمشاركة في كأس أمم أفريقيا الأخيرة بعد غيابه عن مونديال 2022.
مستقبل مشرق ينتظر الكعبي
بعد الأداء المميز والإنجاز التاريخي، يتوقع أن يشهد مستقبل الكعبي اهتمامًا متزايدًا من الأندية الكبرى، مما يفتح أمامه آفاقًا جديدة لمزيد من التألق على الساحة الأوروبية والعالمية.
يبقى هذا الإنجاز شهادة على قوة الإرادة والإصرار لدى أيوب الكعبي، والذي نجح في تحويل التحديات إلى فرص، مؤكدًا أن النجاح يأتي من خلال العمل الجاد والتفاني.